أنا والعرافة
في غرفتي المطلة على الشارع
سمعت صوتا ينادي
اقرأ الكف واعلم الطالع
اقرأ الكف واعلم الطالع
باب غرفتي مفتوح على مصراعيه كالعادة
وأنا جالس وخلف ظهري الوسادة
سمعتها تنادي أيا حامل الزنبقة
يا غارق في حبك كالشرنقة
أما تريد أن اقرأ لك الكف
أم تريد أن اقرأ لك الفنجان
دموع عيناك دائما لا تجف
وقلبك حبيس لحبك بين قضبان
ناديتها تفضلي بالجلوس أيتها العرافة
ودعيني أقدم لك واجب الضيافة
أما فيما يخص كفي وفنجاني
فلا علاقة لهم يا سيدتي بأشجاني
تبسم ثغرها وقالت بريق عينيك تخفيه الدموع
وصدى أحزانك يمزق الضلوع
ألا تقبلني أنيسة وحدتك
وافرغ لي كل ما بجعبتك
عزيزي يا حامل الزنبقة
أنا أمر بحيكم كل يوم
ودائما في يديك هذه الزنبقة
وكأسك المعبأ بالهموم
ترى هل تأذن لي أن أتجول بخاطرك
وأعلمك يا سيدي بماضيك وحاضرك
تصدع فمي ببسمة هزيلة
وكنت قد فارقتها لسنوات طويلة
بسطت لها كفي وفارقت بين أصابعي
وقلت لها هيا أقراي متبسما لعلى اخفي ادمعي
قالت تحبها وتحبك وتعلمون أن لا تلاقيا
عاهدتها إن لم تلتقوا سيظل حبها باقيا
اليوم صارت هي لغيرك وأصبحت وحدك باكيا
جفف دموعك يا صديقي وابتسم
فكل من عليها فانيا
مازال فمي متصدعا وعيناي متسعتان في ذهول
فالتنجيم في عالمي لا وجود له
وتصديقه غير معقول
إلا أنني قد انتزعت يدي من أمامها
وأطبقت كفي
علني خشيت أن تذكر اسمها
هكذا عاهدت ولابد وان أفي
فحبيبتي مجهولة الهوية
وحبها سر بيني وبينها
تبسمت العرافة وقالت
إلى اللقاء أيها العاشق
أغمض عينيك لعلك تغفو
فقلت لها وداع يا سيدتي
كذب المنجمون ولو صدفوا